Admin المدير العام
عدد الرسائل : 125 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/07/2008
| موضوع: نــــهْــــجٌ ,,, مـــن البـــــَــــلاغـــــــة الإثنين يوليو 14, 2008 12:27 pm | |
| الاخوة والاخوات الاعزاء جميعاً ... السلام عليكم ورحمة الله .. الموضوع هنا من ضمن سلسلة مواضيع - الخلافة - وهو محاولة لبيان صفحة جديدة ومشرقة لازمة الخلافة الدنيوية .. كما انه - نهجٌ من البلاغة - بلاغة الامام علي عليه السلام اللغوية والسياسية والانسانية .. لاننا نجد في كتاب النهج ... نهجاً اقصيناه وطريقاً ضيعناه ... ولم نبحر به يوماً .. واخذنا هنا بعض الشواهد ايضاً من كتب التاريخ الكبيرة .. وناقشنا اهم اشكال وهو - الوزارة - وماذا تعني للامام عليه السلام .. فوجدنا العالم الكبير , كمال الدين البحراني , يبين انها لا تعني الخلافة والامارة وانما الامام يفضل ان يبقى وزيراً على المسلمين يقدم لهم الشور والنصح والتسديد .. كما نجد الشيخ محمد جواد مغنية - قلم الشيعة - لا يشير لا من قريب ولا من بعيد الى - النصب الالهي - للامام كحاكم دنيوي ... والكلام هنا فقط حول الحكومة والخلافة وليس الكلام عن مقام الامامة الديني الذي ليس بحاجة الى ان نبينه فهو بالنسبة لنا من الابجديات وكلما بحثنا به اكثر كلما اشرقت شمسه اكبر .. والديل ايها الاخوة يبقى دليل ولا يمّحي عندما يأتي احدنا - فــــيتمنى - ان لا يكون دليل ! وساقدم كما وعدتكم اراء لعلمائنا الكبار يذهبون من خلالها الى هذه النظرية ايضاً ..
لقد اعدت كتابة الموضوع لانه زال بسبب بعض المشاكل بالمنتدى ادت الى فقد بعض البيانات ومن بينها موضوعي هذا .. فاشكر كل من كتب لي رداً هناك وبالاخص المميزين دوماً .. اصحاب الاقلام المشرعة .. والانفس السوية .. - بنت السياب - همس الحبايب - عتاب - رغد حسين - بنت الزبير - آخر نجمه - فتقبلوا شكري من اعماق قلبي لكم ..
**************************
الخطبة \ 129 \ ص 268 \ كتاب في ظلال نهج البلاغة \ للشيخ محمد جواد مغنية \ ... اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الاصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك اللهم اني اول من اناب وسمع واجاب لم يسبقني الا رسول الله –ص- بالصلاة وقد علمتم ان لا يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والاحكام وامامة المسلمين البخيل فتكون في اموالهم نهمته ولا الجاهل فيضلهم بجهله ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ولا الحائف للدُّل فيتخذ قوما دون قوم ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع ولا المعطل للسنة فيهلك الامة .
يقول الشيخ محمد جواد مغنية في شرحه لهذه الخطبة المباركة : ( منافسة في سلطان , ولا التماس شيء من فضول الحطام ) حاشا لعلي ان ينجرف مع الاهواء وحب المناصب والاموال .. كلا والف كلا , انها في نظره من النوافل والتوافه حتى الدنيا بكاملها عنده كعفطة عنز او ورقة في فم جرادة تقضمها الا ان يقيم حقا او يدفع باطلاً .. ان الخلافة عند علي وسيلة لا غاية واداة لتحقيق ما اشار اليه بقوله ( لنرد المعالم من دينك ) ( ونظهر الاصلاح في بلادك ) .... انتهى . ثم يذكر الشيخ محمد جواد مغنية شروط الوالي من خلال الخطبة المباركة .. فيقول : ( وقد علتم ان لا يكون الوالي ...... الخ ) .. تكون الولاية على الفروج باقامة الحد على الزاني وصيانة الانساب واجراء الزواج وايقاع الطلاق على الوجه الشرعي , والولاية على الدماء بحفظ النفوس من الاعتداء عليها , والقود من المعتدي , والولاية على المغانم بحراستها وتقسيمها على المستحقين , وعلى الاحكام بحفظها وبثها وحمل الناس عليها ولا تكون هذه الولاية الا لمن توافرت فيه الشروط التالية :
1-ان لا يكون بخيلاً ( فتكون اموالهم نهمته ) ... والمعنى لو كان الوالي بخيل لكان شرهاً على المال والحياة الدنيا يطلبها من كل سبيل ويمنع الحق عن اهله . 2-( ولا الجاهل فيضلهم بجهله ) .. عن طريق الحق والصواب .. وهذا الشرط تفرضه البديهة وتتفق عليه البشرية جمعاء . 3-( ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ) ... اذا كان الوالي فظا تجافى الناس عنه وهم في اشد الحاجة الى عدله مع العلم ان مهمته تفرض عليه التواضع ولين الجانب والصبر لذوي الحاجات والاستماع لشكوى المظلومين .. 4-( ولا الحائف ) اي الجائر ( للدوُل ) بضم الدال , وهو المال المتداول , والجور في المال ان يكتسبه على حساب الاخرين .
5-( ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ) الى غير اهلها والرشوة محرمة في كل دين وشريعة
6-( ولا المعطل للسنة ) اي قول الرسول وفعله وتقريره ( فيُهلك الامة ) بجهله وخيانته . وعلى الاجمال فان البخيل لا يُركن اليه , والجاهل لا يُسترشد به , والفظّ تنفر منه الطباع , والجائر يبخس الناس اشيائهم , والمرتشي مزور محتال , وبتعطيل الاحكام والقوانين تسود الفوضى , ويختل النظام , ومعنى هذا ان من اتصف بشيء من ذلك فلا يصلح للحكم والولاية .... انتهى . المصدر \ الشيخ محمد جواد مغنية \ في ظلال نهج البلاغة \ ج2 \ ص 268 – 272 \ تاريخ الطبع : الطبعة الاولى \ 1427 هـــ . ق \ انتشارات كلمة الحق .
اقول : ان الشيخ مغنية ذكر هذه الشروط ولم يذكر بينها الشرط الذي يقول به اصحاب النظرية التي لا تفصل بين الخلافة والامامة وتقول بالنصب الحكوماتي من الله سبحانه وهو شرط ( العصمة ) او ( النصب الالهي ) فنجد ان هذه الشروط ممكن توفرها في اي مسلم عادل علماً ان توفرها في الامام –ع- ليس بحاجة الى كلام لان الامام هو من بينها كما ان مرتبته اعلى بكثير من مرتبة تحتاج الى هذه الشروط فهو عليه السلام امام دين وقائد رباني وليس فوق مقامه مقام لكن نقول - وعلى اساس الخطبة المباركة التي بينت شروط الوالي – كما بينها واكدها الشيخ محمد جواد مغنية , نقول لو ان احد الاصحاب المقربين من الامام مثل – سلمان الفارسي – ابا ذر الغفاري – المقداد – او غيرهم من الاجلاء الذين – يتمتعون بالمقبولية – من قبل جميع المسلمين , لو انه تقدم الى منصب الخلافة وهو طبعاً يتمتع بكل هذه الصفات الستة المذكورة ... فهل سيمتنع الامام عن البيعة ؟ وهل سيكون من تقدم مذنب لانه تقدم للمنصب الحكومي – رئيس الدولة - ؟ وما هو موقف الامام عليه السلام .... ؟
***************************************
يقول الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه شرح نهج البلاغة \ في ظلال نهج البلاغة \ ج2 \ ص 289 \ وقال في رساله من رسائله – الامام علي ( عليه السلام ) – " لم ارد الناس حتى ارادوني ولم ابايعهم حتى بايعوني , وان العامة لم تبايعني لسلطان غالب , ولا لعرض حاضر .
***************************************
يقول الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه اعلاه \ ج1 \ ص 297 \ قال الاستاذ احمد عباس صالح في مجلة " الكاتب " المصرية عدد آذار سنة 1965 "" كان علي في نظر غالبية المسلمين الرجل الوحيد والاقرب الى روح الاسلام واصوله الصحيحة .... ثم يقول ولماذا اسرع اغلبية المسلمين الى الامام وتزاحموا عليه تزاحم الابل العطاشى على الماء ليبايعوه حتى ظن انهم قاتليه او بعضهم قاتل بعض ؟ ألانه عالم تقي وشجاع قوي , او لانه ابن عم الرسول وزوج البتول ؟ كلا , لا هذا ولا ذاك بل لانه لهم ولدينهم ودنياهم , وان الذليل عنده عزيز حتى ياخذ الحق له , والقوي عنده ضعيف حتى ياخذ الحق منه وان الناس في ايمانه وعقيدته كلهم عيال الله وان المال ماله الله يوزع بالسويه بين عياله .....
**************************
ويقول الشيخ محمد جواد مغنية في شرحه للنهج \ في ظلال نهج البلاغة \ ج1 \ ص 361 \ : قال الشريف الرضي وابن ابي الحديد : وكلام الامام هنا واضح ولا شيء فيه من الغموض فالخلافة في مفهومه ( اداة لتحقيق العدل وتصحيح الخطأ .......... ) علما ان الامام –ع- اولى بها من غيره ..
************************
ناتي الان الى علم آخر من علمائنا الامامية عندما يستخرج لنا – نهج من البلاغة – الا وهو المؤلف والعالم الكبير – كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني – يقول في كتابه الكبير \ شرح نهج البلاغة \ ج2 \ ص 513 – 514 \ في شرحه لخطبة الامام –ع- ( دعوني والتمسوا غيري ......... وانا لكم وزير خير من امير ) ان الامام عليه السلام هنا اراد منهم ان يختاروه لان الفتن قد اقبلت عليهم ومن الصعب ان يوجد احد بامكانه التعامل مع ذاك الظرف الخطير الا هو عليه السلام ( فأنا مستقبلون امراً له وجوه ) لكن يقول المؤلف البحراني : وقوله ( وإن تركتموني ..... اي كنت كأحدكم في الطاعة لاميركم بل لعلي اكون اطوعكم له : اي : لقوة علمه بوجوب طاعته للامام وانما قال لعلي لانه على تقدير ان يولوا احداً يخالف امر الله لا يكون اطوعهم له بل اعصاهم واحتمال توليتهم لمن هو كذلك قائم فاحتمال طاعته وعدم طاعته قائم محسن ايراد لعل والواو في قوله ,, وانا ,, للحال , ووزير وامير حالان .......... وظاهر انه عليه السلام كان وزيراً للمسلمين وعضداً لهم والخيرية ها هنا تعود الى سهولة الحال عليهم في امر الدنيا فانه اذا كان اميراً لهم حملهم على ما تكره طباعهم من المصابرة في الحروب والتسوية في العطايا ومنحهم ما يطلبون مما فيه للشريعة ادنى منع ,, ولا كذلك اذا كان وزيراً لهم فأن حظ الوزير ليس الا الشور والرأي الصالح والمعاضدة في الحروب ......... انتهى .
اقول : هنا يتضح بشكل جلي مسألة كثيراً طرحناها – مستفهمين – وهي كيف ان الامام يفضل مقام الوزارة على مقام الحكم والامارة ؟! وما معنى ان يكون وزير على مدى 25 عام ؟ الحقيقة لم يتمكن احد من اعطاء جواب لهذا السؤال انما فقط كانت كتابات متعلقة في اذيال الهوامش واجوبة اشبه بالتمني ان تكون اجوبة وليست باجوبة .. لكن الاستاذ والعالم البحراني هنا لم يجد اي – باطن – لكلام الامام انما شرحها كما هي من الوضوح وبين الادوات التي يستخدمها الامير والادوات التي يستخدمها الوزير واتضح ان الادوات الحكوماتية لا يفضلها الامام –ع- انما يفضل مكانته في قلوب المسلمين من خلال موقعه الديني وقيادتهم نحو العشق الالهي .... وكلنا نعلم كيف عندما اجبروا الامام – من حيث الظرف – على تقلد منصب الخلافة انه عليه السلام ما لبث فيهم الا خمس سنين ونيف حتى تم اغتياله على يد تيار شرس ولد نتيجة مخاضات الحروب بين المسلمين وهم – الخوارج – فخسر الاسلام اعظم خسارة فترتئذ الا وهي اعظم الاوصياء وسيد الموحدين وابو الائمة الاطهار ... لماذا ؟ من اجل – الحكومة الدنيوية – التي طالما حقرها الامام وابتعد عنها .... فما الذي جناه المسلون بعد استشهاد الامام ؟ ولو ان منصب الحكومة تقلده انسان عادل – غير الامام – وبقي الامام يقود الناس دينيا نحو الله سبحانه وبقي ذاك الحاكم يهتم بمشاكل السياسة والحروب ضد اعداء الدين وكان الامام يسند الحكومة ويقدم للحاكم المشورة والنصح واحياناً يقضي بالمعضلات لانه – حاكم شرعي – وليس سياسي ... اما كان وجود الامام يستمر اطول ... ؟ وهل يستطيع احد ان يتطاول على اهل البيت عليهم السلام بسبب الحكومات ؟! الجواب متروك لاصحاب الضمائر ...
*********************************
جاء في كتاب شرح النهج للمؤلف \ كمال الدين البحراني \ ج2 \ ص 150 – 151 \
كتب الامام –ع- كتابا لمعاوية مع جرير جاء فيه : اما بعد .. فان بيعتي بالمدينة لزمتك وانت بالشام لانه بايعني القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد ان يختار ولا للغائب ان يرد وانما الشورى للمهاجرين والانصار اذا اجتمعوا على رجل فسمّوه اماماً كان ذلك رضاً فان خرج من امرهم خارج بطعن , او رغبة ردّوه الى ما خرج منه فان ابى قاتلوه على اتباع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ويصليه جهنم وساءت مصيراً ......... انتهى .
اقول ايها الاخوة والاخوات الكرام : هذا الكلام موجود في نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي – رضوان الله عليه – اما صاحب الشرح هنا فهو العالم الكبير البحراني ولا اجد في هذا الكلام الا تصريح واضح من قبل الامام –ع- بان الامة لما تجتمع على رجل فتختاره حاكماً عليها فان اختيارهم مشروع – اي ان الالية المتبعة مشروعه – ولا يقبل الامام على اي مسلم ان يخرج عليهم بعد الاختيار ... ولنا معكم وقفة مركزة هنا ان شاء الله ...
*******************************
جاء في كتاب شرح نهج البلاغة \ للمؤلف . كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني \ ج2 \ ص 139 – 140 \ الطبعة الاولى 1427 هــ \ المطبعة . وفا \ منشورات . نور الهدى \
الخطبة \ 39 \ ومن كلام له عليه السلام . في الخوارج لما سمع قولهم : لا حكم الا لله , قال عليه السلام : كلمة حق يراد بها الباطل !! نعم انه لا حكم الا لله , ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة الا لله , وانه لابد للناس من امير بَـــرّ او فاجر , يعمل في امرته المؤمن , ويستمتع فيها الكافر , ويبلغ الله فيها الاجل , ويجمع به الفيء , ويقاتل به العدو وتامن به السبل , ويؤخذ به للضعيف من القوي , حتى يستريح بَــرّ او يُــستراح من فاجر ...........
يقول المؤلف كمال الدين البحراني : قوله : " لا حكم الا لله " تصديق لقولهم لكن لما عليه الكلمة في نفس الامر لا لما رأوه حقا من ظاهرها فان حصر الحكم ليس بحق على معنى انه ليس للعبد ان يحكم بغير ما نص كتاب الله عليه , فان اكثر الاحكام الفرعية غير منصوص عليها مع انها احكام الله بل تكون منتزعة بحسب الاجتهاد وسائر طرقها لمن كان اهلاً لذلك , ويجب على من ليس له اهليّة الاجتهاد امتثالها ...
اقول : يتضح هنا وبقوة الفارق الكبير بين الامامة الدينية وبين الحكومة السياسية فالمقام الاول لا يمكن ان يناله اي كان وانما هو تنصيب من الله سبحانه وهو مقام مقدس اما المقام الثاني اي – الحكوماتي – فان من الممكن ان يتقلده حتى الفاجر ولا نعطي هنا مشروعية للفاجر وانما نقول ان الفاجر لا يستطيع ان يسلب مقام الامامة فالكلام هنا فقط حول الحكومة السياسية .. كما اذا تقلد المنصب حاكم عادل – الحكومة – فان هذا الحاكم بامكانه ان يحكم من خلال الحدود المتوفرة امامه في السنة النبوية اما اذا لم يجد حد فهناك آلية الاستنباط .. ومن المعلوم ان الاستنباط لم يكن يوماً منحصر بيد المعصوم –ع- فكل عالم متبحر بالدين تكون له القدرة على الاستنباط ... فاين شرط – العصمة او النصب الالهي - ؟!!
***********************************
لنتناول الان بعض الشواهد والادلة من مؤرخين للامة الاسلامية , وليس لمذهب معين ,
1-ورد في تاريخ الطبري \ ج 6 \ ص 3066 \
عن محمد بن الحنفية قال : كنت مع ابي حين قُتل عثمان فقام فدخل منزله فاتاه اصحاب رسول الله –ص- فقالوا ان هذا الرجل قد قُتل ولا بد للناس من امام ولا نجد اليوم احداً احق بهذا الامر منك لا اقدم سابقة ولا اقرب من رسول الله -ص- فقال : لا تفعلوا فأني اكون وزير خير من ان اكون امير فقالوا : لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك قال : ففي المسجد فأن بيعتي لا تكون خفية ولا تكون الا عن رضى المسلمين .............. انتهى .
2-ورد في " الكامل لابن الاثيــــر " قال : ولما اصبح يوم البيعة وهو يوم الجمعة حضر الناس وجاء علي –ع- فصعد المنبر فقال : يا ايها الناس ,,, من ملاء واذن ,,, انها امركم ليس لاحد فيه حق الا من امّرتم , وقد افترقنا بالامس على امر , وكنت كارها لامركم فأبيتم الا ان اكون عليكم – اميراً عليكم – الا وانه ليس لي دونكم الا مفاتيح مالكم وليس لي ان آخذ درهماً دونكم ..... انتهى .
**************************
ما ورد في كتاب عيون اجبار الرضا –ع- باسناده الى النبي –ص- " من جاءكم يريد ان يفرق الجماعة ويغصب الامة امرها ويتولى من غير مشورة فاقتلوه "
**************************
في الختام اقول : ايها القاريء الكريم نحن بحاجة الى نظرة دقيقة في هذه الابحاث ونتعرف على تفصيلاتها من خلالها هي وليس من خلال الشائعات او الاوهام المتطايرة في الهواء او الافكار الموروثة من السلف ... اننا بحاجة الى التواضع لاراء هؤلاء العلماء لنقرأ لماذا ذهبوا الى هذا الرأي .. ولماذا فرقوا بشكل واضح بين الخلافة الدنيوية والامامة الدينية .. فعند البحث في اراء القدماء سنجد ان فكرة الفصل موجودة لديهم وان الامام –ع- لم يكن بحاجة الى الحكومة من اجل اتمام الرسالة المحمدية بل ان سائر الائمة عليهم السلام لم يحكموا اطلاقاً ومع ذلك حفظوا الدين الالهي من الانحراف والتشويه فالتاريخ يقول صراحة ان هناك حكومات توارثت الحكم مثل الدولة الاموية والدولة التي جاءت من بعده وهي الدولة العباسية وكلهم لم يستطيعوا ان يثبتوا بانهم – خلفاء الله ورسوله – في الارض انما تحرك الائمة عليهم السلام في المجتمعات موضحين الفرق الكبير بين الامام الرباني وبين الحاكم السياسي .. ولولا ذلك لتعرض الاسلام الى التشويه والاندثار تماماً حاله حال الايدلوجيات التي حكمت ثم انهارت ايدلوجيتها ايُّما انهيار كما حدث – للماركسية والاشتراكية – التي خرجت من كُم اللّينينيّة ... لكن الاسلام اوضح للبشر بانه فوق النظريات وليس هو نظرية حكم يتسلمها البشر فاذا بها تفشل من حيث التطبيق ويفشل معها صرح الاسلام ... ابداً وكل هذا الفضل يعود الى الائمة عليهم السلام .... هكذا نتعلم ان العنقاء لا يمكن اصطيادها بشِباك العنكبوت ...
الاخوة والاخوات جميعاً ارجو ان تتقبلوا شكري لكم رحلة الدموع ,,, | |
|